أدخل في نقاش حاد مع ذاتي المتوترة
ولا أراهن
في وضح النهار
أتسلق عمود الإنارة
ولا أبالي بمصابيح لا ترتعش في قبضة الريح
ألعن الوقت البطيء
الذي يطل من ساعة في معصم يدي
وكأنه يجر أثقال الدهر
أنقب عن ذاكرتي الهشة
في تبن الحصاد المر
كغريق في مقبرة عائمة
أحرقت مركبي
وحملت جثتي الى الضفة الأخرى
على جواد أبيض ثائر
كدت أن أفقد صوابي
وأنا أتوهج في أتون الثورات العربية
الثورة الكبرى ليست ضد الطغاة فحسب
قرأت في يوميات مومس عربية
عن شيوخ الدعارة السياحية
وأمراء العهر
وسياح من فئة الشذوذ القذر
الوافدين الى بلدي
يأتون من كل فج لعين
رائحة الروث النفطي تفوح من عباءتهم
حان الوقت لقطع دابر هؤلاء الجرذان
المتخمة بالشره الشهواني الحيواني
وكذا الفاعل والمفعول به
بعد سقوط الأصنام الطاعنة في الحكم
لم يثر احدكم ضد الاستغلال الجسدي
لم يثر احدكم من اجل وردة اغتصبتها الأشواك
وأدمتها الأيادي القذرة
في حانات الليالي الحمراء
يدخلون الوطن
يدنسونه ويخرجون متى شاءوا وبلا رقيب
لا تكسروا زجاج نوافذكم بحجر الجيران
ان الريح ترفض ولوج البيوت من ثقب الحيطان
يا ساكني حاوية النفايات الماجنة
أعندكم نبأ من يمنح هذه الجراثيم المعفنة
فيزا عبور الى أجواء بلادي
من علق الجرس في عنق الشيطان
ورجم الموؤودة في مهد الغفران
فصمتكم هو رضاكم عن الرذيلة
اتساومون على شرف وطنكم
اصيلا ووانتم تسبحون بكرة
هل لديكم نخوة يا اولي الالباب
يا ايها الصم البكم العمي يا تجار النذالة
لا تتركوا هذا الفيروس النائم ينتشر دون عقاب شديد
وتشهدوا الزور على نزوات الجحيمّ